الرئيسية
مقالات عامة
مقالات رياضية
مقالات تقنية
مقالات فنية
مقالات الصحة والتغذية
مقالات اسلامية
مقالات علمية

بكتيريا البروبيوتيك فوائدها وانواعها وتواجدها


تم النشر بتاريخ 2019-09-03 18:49:11
بكتيريا البروبيوتيك فوائدها وانواعها وتواجدها

ما هو البروبيوتيك وكيف من الممكن للأطفال تناوله؟ وكيف بمقدور البروبيوتيك أن يدعم صحة طفلك ويقويها؟ 

البروبيوتيك هو عبارة عن كائنات حية دقيقة، يتم تناولها بكميات مناسبة لتعطي فوائد صحية للجسم، والنوع الأكثر استخداماً منها هي بكتيريا حمض اللبن (العصيات اللبنية)، التي تدخل في صناعة الغذاء بسبب قدرتها على تحويل اللاكتوز والكربوهيدرات لحمض اللبن، ويتواجد في الجسم بشكل طبيعي، فهو يسهم في منع نمو الميكروبات الظاهرة فيه، ومعظم البروبيوتيك بكتيريا، وبعضها فيروسات، وبعضها خمائر، و جميعها ذات أهمية كبيرة لأجسامنا. لقد استغرق الطب الكثير من الوقت لتبني فكرة البروبيوتيك وأخذها على محمل الجد. لكن الان هناك إجماع طبي على أن البكتيريا الجيدة الموجودة في البروبيوتيك قد تساعد على وقاية الأطفال والكبار من الأمراض، لا سيما تلك المتعلقة بالجهاز الهضمي.

كيف بدأت القصة؟

لاحظ العلماء في بداية القرن الماضي أن سكان القرى في منطقة البلقان يعمرون طويلاً، وأن صحتهم العامة جيدة وبالأساس كانوا يعانون من أمراض الجهاز الهضمي أقل من سكان المدن. إيليا متشنيكوف (الطبيب وعالم الأحياء والحائز على جائزة نوبل في علم الاحياء والطب) الذي عمل في تلك الفترة (عام 1906) في معهد باستور في باريس، كان أول من لاحظ أن سر صحة سكان قرى البلقان كان في الزبادي البلغاري. منذ ذلك الحين، قبل 100 سنة، بات معروفاً أنه وفي مجموعة البكتيريا الموجودة في أمعاء الانسان، والتي تسمي "النبيت الجرثومي intestinal flora"، هناك نوعان من البكتيريا، وهما البكتيريا المفيدة والبكتيريا الضارة. كان متشنيكوف يعتقد أنه عندما نقوم بتخمير الحليب مع البكتيريا الملبنة (Lactobacillus)، يمكننا أن نؤخر من نمو البكتيريا "الضارة" في الأمعاء وبالتالي تغيير تركيبة النبيت الجرثومي وزيادة البكتيريا "الجيدة" في الأمعاء. وبدأ متشنيكوف بشرب اللبن الرائب المخمر، وفي أعقابه بدأ يوصي الأطباء في باريس بتناول الزبادي كمستحضر لعلاج الأمراض المختلفة.

ما هي البروبيوتيك؟

تم وضع مصطلح "بروبيوتيك Probiotic" عام 1953، وهو مصطلح يعود على المواد التي تفرزها البكتيريا والتي تشجع تكاثر بكتيريا أخرى (على عكس "antibiotic المضادات الحيوية" القاتلة للبكتيريا). رغم أن فعالية البروبيوتيك أثبتت في علاج أمراض الجهاز الهضمي لدى الأطفال، إلا أن مستحضرات البروبيوتيك لا تزال تعرف كمكمل غذائي لا كدواء. يحتوي 'النبيت الجرثومي flora" الموجود داخل الجهاز الهضمي لدينا (وخاصة في الامعاء الغليظة) على حوالي 500 نوع مختلف من البكتيريا، بعضها ضار بالجسم وبعضها الاخر جيد. تحتوي أجسامنا على النبيت الجرثومي flora منذ الولادة وتعتمد تركيبته على عدة عوامل، مثل مسقط رأس الطفل وطريقة الولادة (طبيعية أم قيصرية)، الرضاعة (حليب الأم أو بدائل الحليب). في أول نصف سنة من عمرنا تقريباً، تتشكل تركيبة النبيت الجرثومي والتي تبقى في أمعائنا حتى وفاتنا، ولهذه البكتيريا عدة وظائف، مثل: مكافحة البكتيريا الضارة، إنتاج الفيتامينات والمعادن المختلفة، تحسين امتصاص الغذاء.

فوائد البروبيوتيك

لبكتيريا البروبيوتيك خصائص علاجية عديدة للكبار والصغار على حد سواء.

1- فوائد البروبيوتيك للأطفال

هذه أهم فوائد البروبيوتيك للأطفال:
  • تقصير مدة المرض عند الأطفال، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالالتهابات والضغوطات المتعلقة بالجهاز الهضمي.
  • الوقاية من الإصابة بالأمراض المرتبطة بالجهاز التنفسي والطفح الجلدي الناجم عن الحساسية.

2- فوائد البروبيوتيك للكبار

يمكن أيضاً للكبار الاستفادة من زيادة البكتيريا الجيدة في الأمعاء بواسطة استخدام البروبيوتيك، فزبادي البروبيوتيك على سبيل المثال:
  • يشكل حلاً بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون هضم سكر الحليب (اللاكتوز).
  • يساعد على الوقاية من هشاشة العظام.
  • يقلل من مشاكل الفطريات في المهبل لدى النساء.  

هل يمكن إعطاء البروبيوتيك لحديثي الولادة؟

معظم الدراسات التي أجريت على الأطفال وحتى على الخدج، أظهرت أن إعطاءهم البروبيوتيك قد يقي الأطفال من أمراض خطيرة في الجهاز الهضمي خاصة إذا ما كان غير المكتمل. ولكن يبقى هناك قلق من إعطاء البروبيوتيك للأطفال الرضع حتى سن 3-4 أشهر، لأن ذلك يعني في الواقع إعطاء بكتيريا حية للأطفال، الذين لا يزال جهازهم المناعي غير ناضج بما فيه الكفاية. والحل هنا يكمن في إعطاء مواد تسمى "البري بايوتك Prebiotic"، وهي مواد تحفز نمو البكتيريا الجيدة داخل الجهاز الهضمي بشكل امن، وبذلك لا يتم ادخال بكتيريا البروبيوتيك الحيه من مصدر خارجي للجهاز الهضمي.

هل الاستهلاك المنتظم للبروبيوتيك مجدي؟

في بعض الحالات قد يكون الاستهلاك المنتظم للبروبيوتيك ناجعاً بشكل كبير للوقاية من الأمراض والالتهابات. على سبيل المثال، للشخص الذي يسافر للبلدان النامية التي ليس فيها مستوى عالي من النظافة، يوصى باستهلاك البروبيوتيك بشكل وقائي، لأن ذلك قد يقلل من أعراض الإسهالوالأمراض المعدية الأخرى. كما أن الشخص الذي يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني من أمراض مزمنة قد لا يستفيد كثيراً من استهلاك البروبيوتيك بشكل منتظم، لكن من المؤكد أن ذلك بالطبع لن يضره.

هل هناك تأثير لجرعة البكتيريا المستهلكة؟

جزء كبير من التأثير الوقائي الجيد للبروبيوتيك يعتمد بالاساس على كمية البكتيريا المستهلكة، فكميات البكتيريا الموجودة في مستحضر واحد تصل مئات المليارات، بينما الحد الأدنى للحصول على الفائدة عادة ما يكون عشرة مليارات. لكن الأمر لا يعتمد فقط على كمية البكتيريا المستهلكة، بل كذلك على نوعها، حيث أنه من الصعب على بكتيريا البروبيوتيك البقاء على قيد الحياة بسبب حموضة المعدة أثناء انتقالها من المعدة إلى الأمعاء.  لذلك، عند فحص كفاءة بكتيريا البروبيوتيك يجب التحقق من أن هذه البكتيريا تبقى على قيد الحياة بعد تعرضها لحمض المعدة وبعد المرور في الأمعاء.

كيف للمستهلك أن يتأكد من جودة البكتيريا في منتج البروبيوتيك؟

هذا جزء من المشكلة في منتجات البروبيوتيك المختلفة، فالمجال لازال غير منظم وكل شركة تنتج منتجاتها مع كميات مختلفة من البكتيريا وأحياناً مع مزيج من عدة أنواع منها. لذلك، فإننا نوصيك باللجوء لشراء منتجات الشركات الكبيرة وذات السمعة الطيبة.

هل من اثار جانبية للبروبيوتيك؟ 

حتى اليوم لم تظهر الدراسات أي اثار جانبية لتناول البروبيوتيك، كما أنه لا يوجد أي خطر من استهلاك البروبيوتيك بجرعات أعلى من الموصى به، هناك من يشعر أحياناً بانتفاخ طفيف أو انزعاج في البطن يزول خلال فترة قصيرة. لكن في النهاية نحن نعرف بوضوح مدى أهمية منتجات الألبان، خاصة بالنسبة للرضع والأطفال للحفاظ على صحتهم. أين يوجد البروبيوتيك يمكن أن نحصل على بعض الأدوية والمكملات الغذائي التي تحتوي على البروبيوتيك، من خلال شرائها من الصيدليات بوصفة طبية، ولكن يمكن أيضا أن نحصل عليها من بعض الأغذية ومنها: الحليب ومنتجاته المخمرة، مثل اللبن الزبادي، حيث أن تناول أي نوع من اللبن الزبادي يزيد من مستويات البروبيوتيك في الجسم. الخل، فهو يحتوي على أكثر من 67 نوعاً من بكتيريا البروبيوتيك. زيت الزيتون، فهو مصدر مهم لهذه البكتيريا المفيدة. حساء ميسو وهو حساء ياباني، يتم تحضيره من عجينة فول الصويا، حيث أن هذا الحساء غني بالبكتيريا المفيدة. مخلل الملفوف، الذي يصنع من تخمير الملفوف، وهذه العملية تؤدي إلى إنتاج بكتيريا البروبيوتيك المفيدة . الفطر الهندي، يحتوي على كميات إضافية من البروبيوتيك . كيمتشي، وهي طبخة كورية ناتجة عن تخمر الملفوف، تحتوي على البكتيريا المفيدة التي تساعد في عمليات الهضم، وتعمل على مهاجمة البكتيريا الضارة المسببة لقرحة المعدة. شاي كومبوتشي، حيث أنه إحدى أسرع الطرق للحصول على تلك البكتيريا. الطحالب، التي تعتبر مصدر مهم للبكتيريا المفيدة، وغالباً لا يمكن الحصول عليها إلا عن طريق الحبوب والمكملات الغذائية. المخللات التي تتخمر بشكل طبيعي، تعتبر إحدى أهم مصادر البروبيوتيك. التيمبي، الذي يتم صنعه من حبوب فول الصويا، وهو غني بالبكتيريا المفيدة. الشوكولاتة، وخاصة ذات اللون الداكن أنواع بكتيريا البروبيوتك بكتيريا اللاكتوباسيلس الملبنة: تتواجد في اللبن وبعض الأغذية المخمرة الأخرى، وتسهم في علاج الإسهال وبعض مشاكل عملية الهضم. البيفيدو بكتيريا : تتواجد في منتجات الألبان، تسهم في علاج مرض متلازمة القولون العصبي. عزيزي القارئ من الجيد أن نعلم في النهاية أنه ليست كل أنواع البكتيريا ضارة، فهناك العديد من الأنواع المفيدة للإنسان.


مقالات جديدة