وداعاً حاتم علي ?
- عاشق النمر الكوري الجنوبي
خبر مفجع آخر نودع من خلاله اليوم الاستاذ المبدع الرائع حاتم علي ، مع أواخر تلك السنة التي غيرت فينا الكثير وستظل حاضرة في ذاكرتنا لفترة طويلة لسنوات وسنوات.
هو قامة كبيرة من دون شك ، وملهمة ومهمة من قامات الدراما السورية وعرابها.
كم هي الحياة قاسية وقصيرة ومفاجئة ، لم يكن هذا النبأ الحزين مجرد إشاعة ، فقد رحل بالفعل ذاك الرجل النبيل من بعد أزمة قلبية مفاجئة ، عن عمر ٥٨ عاماً ونصف ، وكان معه عصي الدمع ، كم هو صعب رحيلك صادم مؤلم قاسٍ ، إلا أن الحقيقة بأن تعلمنا من خلال الرحلة مع عالم المخرج السوري الراحل الكثير والكثير.
مع كل عمل من أعماله المختلفة والمتنوعة ، مع كل حوار ، وكل قصة ، وكل لوكيشن ، وكل إضاءة ، ومع كل حدوتة أياً كانت سورية فلسطينية مصرية عربية من إخراجه تُنطق معها كل جمال وبهجة وألوان وأهمية.
معه زاد حُب الاستطلاع والشغف ، معه كل شيء مختلف وجديد. ذو رؤية إخراجية مميزة متفردة عن اسلافه ، وكذلك بالإبهار البصري ، وأسلوب حازم جميل ساحر قيادي ، مُبهر مع فائدة ومرح وحياة. كان مُتجدد دوماً من ناحية النصوص التي يقبل بها الفكرية والتاريخية والأدبية.
كان يَملك رسالة ومشروع ، زرع فينا من خلاله ندى الأيام ، وأحلاماً كبيرة ، وكثيراً من الغفران ، وودعنا ونحن مازلنا نعيش تغريبتنا السورية ، رحمك الله رحمة واسعة ، وغفر لك ذنبك ما تقدم منها وما تأخر ، وثبتك عند السؤال ، واسكنك فسيح جناته. وألهم زوجتك الكاتبة دلع الرحبي ، وابنك عمرو ، وابنتيك غزل وغالية الصبر والسلوان ، ولكل عائلتك وأصدقائك ومحبيك بكل مكان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
رحلت اليوم الثلاثاء ٢٩-١٢-٢٠٢٠م في مصر جسداً ، والروح ذهبت لباريها ، واضعاً أخر زهرة أوركيد بنهاية دربك الحافل الجميل الذي يشبه شكلها الجميل والغريب بنفس الوقت ، ذات الجمال والسحر ، ولكن سيبقى تاريخك وإرثك الفني الثقافي الحافل ، وصاحب عدة روائع منها: الزير سالم والملك فاروق بالإضافة للفاروق عُمر رضي الله عنه وصلاح الدين الأيوبي وثلاثية الرباعية الأندلسية وقلم حمرة. وستبقى رسالتك الراقية أيضاً حاضرة دائماً فينا وجيلاً بعد جيل ، وعلى طول الأيام ، وبكل سنة وبكل فصل من الفصول الأربعة.