يرغب الآباء بطبيعة الحال في حماية أطفالهم والحفاظ على سلامتهم. بالنسبة لآباء الأطفال الذين يعانون من الحساسية، فإنهم يميلون إلى تولي زمام أمور كل ما يتعلق بحالتهم. المتعارف عليه أنه إذا أمكنك التحكم في بيئة طفلك، فيمكنك حمايته من الضرر.يمكنك التحقق باستمرار من حقيبة ظهر طفلك للتأكد من وجود أدوية الحساسيةالموصوفة له، وإبلاغ المدرسة وكل شخص تعرفينه عن حساسيته، وقراءة الملصق الخاص بكل مكون تستخدميه، والتحقق من تقييمات المطاعم، وتطول القائمة.قد يكون القيام بكل هذا معقولًا عندما يكون طفلك صغيرًا. ولكن بمرور الوقت، سيستكشف طفلك العالم خارج منزلكم أكثر، وسيستلزمه تعلم كيفية التعامل مع المواقف المختلفة واتخاذ القرارات بمفرده.قد يرغب إبنك في الانضمام إلى معسكر صيفي يتطلب التواجد في الأحراش، أو ربما سيختار الذهاب إلى جامعة في مكان آخر من البلاد أو الاستقرار والزواج. هل سيكون مستعدًا لتحمل المسؤولية عن صحته عندما يكون خارج المنزل بمفرده؟يتطلب تعليم طفلك المصاب بالحساسية طرق التعامل مع حالته الكثير من الوقت والجهد والصبر. لمساعدتك على إعداد طفلك المتحسس للعيش بمسؤولية واستقلالية، تابعي النصائح التالية:
حافظي على هدوئك
يتمتع الأطفال بالبديهة ويمكنهم التقاط أي مشاعر سلبية لديكِ. بدلاً من تعليمهم الخوف والقلق، كوني هادئة، ولا تشاركي معهم إلا المعلومات الموثوقة.نعم، هناك مخاطر من الإصابة بالحساسية، ولكن يمكن لطفلك أن يتعلم القيام بأمور عِدّة للحفاظ على سلامته. من خلال التزامك بالهدوء، يمكنك طمأنته بأنه يمكن التعامل مع ردود الفعل التحسسية إذا عرف الطريقة لذلك.
علميه كيف يكون حاسمًا
عندما يكبر طفلك، سيخضع للكثير من الضغوط من زملائه. مع الإصابة بالحساسية، حتى القيام بالأنشطة التي قد تبدو عادية للآخرين، يمكن أن تكون مهددة لحياة لطفلك. لمنع طفلك من التعرض للضغط أو التنمر بسبب حساسيته، علميه قول "لا".قد تكون هناك مواقف يحتاج فيها طفلك إلى أن يكون حاسمًا. يعد التدخين أو تعاطي المخدرات أو ممارسة الجنس أو التعرض لمسببات الحساسية بعض الأمثلة على المواقف التي قد يتم فيها الضغط على طفلك لتقليد الآخرين. بتعليم طفلك أن يقول "لا"، سيتعلم كيف يحمي نفسه، حتى عندما لا تكونين معه.
ثقفي طفلك
كوني مطلعة قدر المستطاع حول حساسية طفلك. اقرأي المجلات المتخصصة، وتحدثي مع أخصائي الحساسية، وشاهدي الأفلام الوثائقية - افعلي ما بوسعك لتعلم كل شيء يتعلق بالحساسية ومسبباتها لكن لا تحتفظي بالمعلومات لنفسك.شاركي ما تعلمتيه مع أبنائك. ينشأ الخوف عندما يكون هناك الكثير مما لا نعرفه حول موضوع ما. من خلال مشاركة ما تعرفيه مع طفلك، سيشعر كلاكما بخوف أقل مما يجب فعله.
وضحي لطفلك ما يجب القيام به
منذ سن مبكرة، علمي طفلك كيفية الاعتناء بنفسه. على سبيل المثال، إذا كان طفلك يعاني من حساسية الطعام، وضّحي له كيفية قراءة الملصقات. أخبريه عن المكونات الآمنة وتلك التي يجب تجنبها.إذا كان طفلك يعاني من حساسية تجاه حبوب اللقاح أو الغبار، فدربيه على ما يجب فعله في حال احتاج إلى التواجد في الخارج أو الانضمام إلى معسكر رياضي للأطفال. ربما يحتاج إلى ارتداء قناع، وجلب بخاخ التنفس، ومجموعة جديدة من الملابس التي يمكنه ارتداؤها بمجرد انتهاء النشاط.يقول الخبراء أنه يمكنك البدء في تعليم أطفالك منذ عمر سنتين أو ثلاث سنوات. استخدمي القصص التي تنطوي على الرسائل أو التعليمات بخصوص حالته. من خلال بدء التدريب في وقت مبكر، يمكن لطفلك أن يجعل ذلك جزءًا من روتينه تدريجيًا.أيضًا فالقيام بذلك بينما لا يزال طفلك صغيرًا يسمح لك بإجراء أي تعديل أثناء وجود طفلك تحت رعايتك، حيث بمجرد دخوله الجامعة أو السفر حول العالم، سيكون من الصعب معرفة ما إذا كان يتخذ الاحتياطات اللازمة.
التعامل مع الأشخاص والمواقف الصعبة
ستكون هناك أوقات يضطر فيها طفلك إلى تناول الطعام في مطعم أو في منزل شخص آخر. قد يواجه طفلك أفرادًا لا يفهمون مدى خطورة حساسيته. حتى أنهم قد يضعون طفلك عن غير قصد في موقف خطير من خلال تقديم طعامًا له يحتوي على مهيجات الحساسية.ناقشي كيف يمكن لطفلك التعامل بأدب ولكن بحزم مع المواقف الصعبة. ربما يحتاج طفلك إلى إبلاغ المُضيف عن مسببات حساسيته قبل فترة، وشرح ما يحدث أثناء نوبة الحساسية، وماذا يجب فعله في حالات الطوارئ.في بعض الحالات، قد يختار طفلك الذهاب إلى المناسبات مع صديق على عِلم بحساسيته. فالحصول على مساعدة من أحد الأصدقاء في الشرح والانتباه عليه يمكن أن يسهّل على طفلك التعامل مع أي مواقف معقدة قد تحدث.يمكن للأطفال الاستمرار في عيش حياة طبيعية، حتى مع الحساسية. باتباع هذه النصائح، يمكن لطفلك أن يتعلم أن يكون مسؤولاً عن حساسيته. في الوقت نفسه، يمكنك أن تتعلمي أن تطلقي لهم العنان وتسمحي لهم بالنمو دون القلق باستمرار بشأن سلامتهم.