وجود سوريا باقٍ ولن يُمحى بسهولة
عاشق النمر الكوري الجنوبي - يوم الإثنين ٢٠٢٠/١٠/١٩م
نفوس الناس تغيرت صحيح ومنها للاسوء كذلك الأمر صحيح ولكن لنوضح أمر هام بأن لا الكل بكل تأكيد يشمله هذا الكلام ، مازال هناك لليوم وجود لنفوس قلبها شاش أبيض ، بسطاء سلاسة بالتعامل ويحملوا معهم مع كل تعامل الدين والعلم والثقافة وسعة الصدر وشد للمتلقي لمواضيع وقصص وعبر كثيرة وكثيرة مع كل كلمة يتفوهوا بها ومع كل حديث عابر كان سريع أو مطول. معادن حقيقية لا تصدأ ، وبالأخص ما بعد فترة الأزمات الطاحنة.
ودائماً هناك أمل مهما قست الظروف وجارت ، أو على الأقل من وجهة نظري.
وهناك أيضاً معادن قست عليها الظروف كثيراً وظلت صابرة شامخة مُتأقلمة مع واقعها المعاش المتغير الجديد ، ولم تنساق نحو الخطأ بسهولة في سوريا وحتى اليوم ، ولا أي من هذه المعصية أو تلك ، صغيرة كانت أم كبيرة ، بحجة ومبرر أن الغاية تبرر الوسيلة، لا على الإطلاق.
وهناك من أخوتنا وأصدقائنا من قرر التوجه للدول العربية كمصر الحبيبة والأردن ولبنان وتركيا وغيرها أو اللجوء بالعموم لأوروبا وقرر تعلم لغتهم والإندماج هناك ، لخدمة مجتمعه الجديد ولخدمة نفسه قبلها مُتمسكاً بدينه ومبادئه الاساسية النبيلة الأصيلة ، ولكي يُعيد ذاك الإنسان مما كان في داخله ويلملم ما تبقى منه من بعد حرب مجنونة ، بدأت ولكل من نسى أو يتناسى بالغصن والزيتون سلمية سلمية واحد واحد واحد الشعب السوري واحد ثورة سورية فقط ومن دون أي شعارات ومن دون أي توجهات.
لا طائفية لا اسلامية ولا مسيحية ولستُ بصدد التبحر كثيراً عن ما كان نعلمه علم اليقين وسمعناه وشاهدناه مع كل يوم تَمر بالثورة ، عما فعله وفعلته إخوتنا وأخواتنا المسيحين لثورتنا وتجاه سوريا.
من مساعدات إنسانية وطبية ومشاركة وإيواء وإحتضان معنا كمسلمين النسبة المشاركة الأكبر.
واسئلوا الكنائس وعما كان يُدار داخلها كما المساجد تماماً لا تفريق.
قبل أن تتحول سوريا لصراع إقليمي كبير واسع على أرض بلادنا ، مع التقدم بالوقت والسنوات.
سنبقى على العهد حتى وإن لم يَعد صوتنا مسموعاً ومؤثراً كثيراً كما كان من قبل في السابق بالبدايات الجميلة الحماسية.
لأجل سوريا دائماً لا ضد طائفة بعينها ولا ضد شخص.
هكذا كنا وسنظل من سنوات وحتى اليوم ، الأهم لدينا جميعاً سوريا.
ممن مثلنا مازال وما تزال على قيد الحياة لا أعتقل ولا خُطف ولا فُقد ولم يستشهد ، وإن أختلفت وجهتنا وأولويات وإنشغالات حياة كل واحد فينا ببلاد الله الواسعة الكثيرة والمختلفة.
نَبقى ونُحاول قدر الإمكان أن نُساعد ولو بشكل بسيط الحياة اليومية لأولئك الناس المحتاجة لكلمة لحديث لأمور مادية دون منية بالطبع لوجه الله كونهم أخوتنا وسوريين بالنهاية جارت عليهم الدنيا والظروف ، نحسسهم أنكم غير منسيين ، لعلَّ ننجح بأن نُشعل شمعة لبهجة نفوس أحدهم أو إحداهن المطفأة.
نحس بأننا نفعل شيء أي شيء تجاه سوريا العظيمة والمكلومة وشعبها المعطاء ، وإن كان ربما ما نفعله لا يُذكر أمام أهوال ما رأوه وتبعات معيشية وإقتصادية صعبة للغاية.
سواء ممن يعيشوا تحت كنف الدولة السورية القائمة أو ممن هناك في إدلب وغيرها وغيرها وغيرها بأي مكان كان.
لا يُمثلنا الفاسدين ولا الملطخة أيديهم بالدماء الزكية البريئة الطاهرة ، مهما كانت إنتمائاتهم وشعاراتهم الكل الكل.
فما أكثر اليوم ممن تسلقوا على الثورة دينياً وعسكرياً وحتى من جهة أخرى عقائدياً.
وبالتأكيد لا تُمثلنا داعش بكل تأكيد بأي حال من الأحوال ، ولا أي من التنظيمات المتطرفة.
الكل أصبح متفق على ذلك موالاة ومعارضة.
ولا أي من التدخلات الدولية الداعمة لكلا الجهتين ، والتي بدأت منذ عام 1916 بالمناسبة وإنفجرت وتضخمت بال2011 وما تلاها من أحداث وسنوات. ولتسألوا أهالي السلمية ودرعا وحمص وحماة وحلب ودمشق وأريافهم وغيرها عنا.
نحن نهتم فقط بمستقبل وجود سوريا وجود الإنسان وجود ما تبقى من أماكن وصور وذكريات ، وإمتداد لتاريخ لن يُمحى بسهولة مُعتق ومغروس بالأرض والأصالة ، مهما حاولوا وفعلوا وتأمروا وتقاسموا الكيكة.
نعمل على مساندة وإعادة لملمة ما تبقى والبحث عن الناجين ، ومن بحاجة لمساعدة وما أكثرهم ، تضميد جراح والعمل على محاولة وقف نزيف أي إنسان ، أو حتى العودة له من بعد أن كسرت بخاطره ، أصعب ما قد تواجهه بحياتك كلها وأعمقها وملامسةً للقلب.
وبالأخص ممن هم في المخيمات تحديداً مع قرب حلول الشتاء ، وغيرهم ممن يعانوا من ظروف كثيرة صعبة وقاهرة ممن هم وهنَّ من في الداخل والخارج ، والف تحية وتقدير مُخصصة لكل أم ثكلى صابرة تعلمت واشتغلت وربت وحافظت على اسرتها ، دون حاجة لأحد. ضمن ظرف صعب قاسٍ للغاية عاشته هي وعائلتها.
دولة المؤسسات الذي ينادي بها الجميع ونحن من بينهم تضمن الأمن والغذاء والسكن والحقوق والتعليم والصحة والتعايش الديني والثقافي والعلمي.
وقبل كل ذلك توفير قوت الشعب ممن هم خاصةً من أصحاب الدخل المحدود ، بصرف النظر عن بقاء النظام الحاكم الحالي في سوريا أو رحيله ضمن أي تسوية شاملة بكلتا الحالتين ، وإن بدت لنا حالياً أنها طويلة الأمد ، وغير وارد طرحها الآن للعمل عليها مستقبلاً طالت المدة أم قصرت ، وبعدها يتم التفكير للحديث عنها ، وعن آلية وكيفية تنفيذها على عدة تواريخ ومراحل ، وطبيعة أهدافها المُحقة من عدمها.
الظواهر الاجتماعية الإنسانية، سواء الفردية منها أو الجماعية. بالعموم لا يُمكن أم تُثمر دون وحدتنا.
ولا إهمال لمشاركة المسيحيين معنا نحن المسلمين بأي حال من الأحوال ، هم معنا دائماً ضمن تاريخ سوريا وحاضرها ومستقبلها.
علاقة المسيحيين تقوم في الظل وفي العلن ، وجزء من أبطال الثورة السورية مع كل الطوائف بما فيهم نحن الطائفة السنية ، والأمر لا يقتصر على العدد بل ما فعلته وتفعله وما ستفعله ، فالمسيحيون لا هم جماعة طائفية ترضى بأفق ضيق في التمثيل والوجود ، ولا مواقفهم تُحدد ضمن الصيرورة اليومية لما يدور في سوريا من أحداث.
ورغم أن هناك كثيرين ممن رحلوا عن عالمنا ما بعد 2011 الله يرحم جميع الشهداء.
أو ترهبنوا وابتعدوا عن أي ترف دنيوي ، أو ابتعدوا عن أي نشاط سياسي ، أو مغتربين وما أكثرهم ما بين مسلم ومسيحي حتى قبل كل ما حدث في سوريا ، أو مثلي كل حياته وولادته ببلاد مُحبة إنسانية طموحة متطورة عربية خليجية اسلامية بعيدة عن أوطاننا ، تبقى حقيقة واضحة لنا جميعاً ، وإن أختلف معنا كثيرين أو تجاهلونا ، أن سوريا حتلمنا وتحتضنا كلنا بشكل أو بآخر عن بُعد كان أو عن قرب. وإن أُعيد مع كل مرة ذاك التموضع الجغرافي والمصالح السياسية والتغير الديموغرافي الحقيقي لا بروباغندا إعلامية من هنا أو من هناك ، لأي ممن يفكر بفعلها لجميع الأطراف المتنازعة في سوريا.
الأمر مُعقد اليوم في بلدي سوريا ، ولستُ بصدد الآن أن ألوم فصيل بعينه على حساب فصيل أخر ، أو أي جهة أو كيان أو معسكر ، ونحمله أوزار كل ما حدث من دمار.
وبالنهاية الله يوفقنا جميعاً ويوفق كل سوري وسورية سواء في سوريا أو في أي بلد أخر خارج سوريا.
ليس المهم أين أنت الآن أو أين ستكون مستقبلاً ، بقدر حُبك لما تعمل وإيمانك بقدراتك وقدرتك على الاستيعاب والتطور والطموح ومحاولة معالجة الأخطاء ، وأن تبتعد عن أي فجوات تُبعدك عن كونك إنسان أولاً وأخيراً.
وبقاء بالطبع وطنك معك أينما كنت ولكل مُحب لك ولكل ذكرى طيبة عشتها وما ستعيشها.