الشعب الفلسطيني سواء من كان متواجد بالداخل أو بالشتات هو شعب مُبدع ومُكافح، أكثر شعب مُثقف بالعالم، وراقي ومحترم وموهوب بالفطرة بكل المجالات، شعب عظيم وجبار وعايش ويُقاوم، وقدر الشعب الفلسطيني أن يُكافح ويُناضل، ورغم أنه أكثر شعب مظلوم في العالم، إلا أن لديه عزة نفس وشموخ ولا يشحت الشفقة "أه منك يا داء الشفقة اللعين" والحياة سوف تستمر.
ما هو جديدك
كان لي عَمل جديد من بطولتي تجربة مهمة واضافة جديدة لي ولمسيرتي الفنية هو "بعد عدة سنوات"، ولكن خرج من السباق الرمضاني الحالي، كما كثير من الأعمال بعد توقف التصوير، بسبب جائحة كورونا كما أصبح معروف، على أن يستكمل لاحقاً. إلا أنني سأطل حالياً ببعض من لوحات ببساطة الجزء الثاني، الذي يُعرض حالياً في رمضان على كثير من القنوات العربية المفتوحة بعد عرضه سابقاً على قناة مشفرة.
وماذا تخبرنا عن مسيرتك الفنية عموماً ؟
لاختصرها عليك، لأنها طويلة الحمدلله كما تعلم، فبدايةً كانت من خلال المسرح الجامعي قدمت على المعهد العالي للفنون المسرحية أكثر من مرة لحتى قُبلت فيه، وطلعت الأول، لأدرس فيه بعد ذلك 4 سنوات قسم تمثيل على يد مجموعة من الاساتذة السوريين والروس الجيدين جداً، وتخرجت منه بمعدل عالي كتير، وبعد التخرج عملت ماجستير في تونس، وكنت عضو مؤسس في المركز العربي الأفريقي للبحوث والتكوين، ثم عُدت إلى سوريا من جديد، وباشرت في الكتابة، واصدرت 3 كتب، أولهم:- "مسرحية صدى" من نصي وإخراجي والسينوغرافيا عام 2000، وكان من بين أبطال المسرحية النجم العالمي غسان مسعود، وسلافة معمار أيضاً التي كانت بوقتها لازالت طالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية، وأخرون.
وسافرت معهم للعرض في أكثر من بلد من بينها قرطاج وحصلنا على جوائز "أفضل عرض متكامل" و "أفضل ممثل" الفنان غسان مسعود.
فيما بعد توالت أموري المسرحية عملت على كتاب ثاني آخر اسمه "فوضى"، ومن تأليفي أيضاً وإخراجي والسينوغرافيا، وكان معي مجموعة بنات سوريات، وكان بحكي عن مجموعة فتيات يعيشن في بيت عربي، وعرضتها بأكثر من بلد عربي من بينها العاصمة المصرية القاهرة، وحصدت هناك على جائزة "أفضل عرض متكامل" خلال مهرجان القاهرة التجريبي، وفوزي كأفضل إخراج.
وتجولنا خلال العرض على أكثر من 128 دولة من بينهم دمشق وتونس أيضاً وحصلنا فيها على جائزة النقاد
ثم أعيد طرح العرض في تركيا بعنوان karmaşa، وعملتها هذه المرة مع بنات أتراك، وأخرجتها باللغة التركية، وحصلت أيضاً عليها على جوائز مهمة، وعُرضت بعد ذلك بأكثر من بلد في أوروبا.
ثم في عام 2008 كتبت مسرحية ثالثة جديدة بعنوان "تكتيك" من كتابتي وإخراجي والسينوغرافيا ثم حولتها أيضاً لكتاب، وعرضتها بمدينة دمشق تزامناً مع فوزها كعاصمة للثقافة العربية 2008.
وفيما بعد عدت من جديد للتدريس كل الفترات مع كل فرصة ممكنة متاحة لي بحُكم عملي المستمر في التلفزيون وانشغالي الكثير فيه ويأخذ كل وقتي.
وخلال فترة تدريسي في المعهد العالي للفنون المسرحية، عملت لطلابي وطالباتي مشروع تخرج بعنوان "سيليكون" ليشتغلوا عليه خلال العام الدراسي 2010-2011.
وخرجت مجموعة كثيرة من الطلاب والطالبات الرائعين بعد كل هذه السنين والذين من بينهم الآن وأراهم نجوم في الدراما السورية وأفتخر بأن كان لي الشرف والفرصة أن أدرسهم والإعتزاز بصداقتهم والتعرف على شخصياتهم الرائعة ومواهبهم المتعددة طوال فترة دراستهم المسرحية بعد أخذهم لفرص مهمة أثبتوا فيها موهبتهم وإمكانياتهم وجهدهم وقادرين على الاستمرار في العطاء بالسنوات القادمة على سبيل المثال لا الحصر من الشباب: غابرييل مالكي - ميار الكسان - سامر اسماعيل - يحيى هاشم - كرم الشعراني - مؤيد خراط - جورج قبيلي - أنس طيارة - إيهاب شعبان ومن البنات: دانا مارديني - حلا رجب - رنا كرم - نانسي خوري - روزينا لاذقاني- رشا إبراهيم - ولاء عزام - لين غرة وقبلهم طبعاً بسنوات النجم علاء الزعبي، وكذلك النجمة سلافة معمار التي أصبحت نجمة كبيرة وموهوبة بالدراما السورية وأتمنى لها كل التوفيق بجديدها وبحياتها.
كما عملت أكثر من مشروع تخرج، وأكثر من مشروع تدريس.
ولتشوف كيف القدر بصير وكيف لما الشخص بصمم على أمر ما ويحاول الوصول له، فحين رفضت أول مرة بالبدايات صممت إني أطور من حالي وأشتعل على حالي أكثر مع كل مرة بقدم فيها لحتى انقبلت بالنهاية، وبعدها مع الدراسة والخبرات حبيت أدرس بنفس المكان التي رفضت ثم درست فيه، ولاكتشف مواهب وأعمل على تدريسهم وتنمية مهاراتهم والعمل على تطويرها، ليستحقوا بعدها أن يتخرجوا وبشكل مهني، ومن بعد سنوات ووقت وجهد ودراسة وبروفات، تتكلل بالنهاية بمشروع تخرج يليق فيهم وبمجهودهم.
وحالياً مبتعد عن خشبة المسرح، بحكم الظرف العام الذي نعيشه مع كورونا، كما سأعود للعمل في التلفزيون، من بعد ما الظرف العام يسمح و يسمحوا لنا بإعادة استكمال تصوير أعمالنا، وقبل كل هذا حالياً أمكث بالبيت، وأعيش حالة الاسترخاء والتأمل والصفاء الذهني وإعادة إكتشاف ذاتي، وممارسة شعائري الدينية في رمضان من داخل المنزل.
هل مازال هناك تجارب فلسطينية مهمة برأيك ؟