الفرق بين الانحراف والحول
يخلط الكثير من الأشخاص بين الانحراف والحول الذي قد يصيب العين ، لكن في الحقيقة هناك اختلاف واضح بينهما من حيث الأسباب والأعراض والعلاج ، ولكن يتشابه كلاهما في أنهما يسببان إزعاجًا شديدًا للشخص في الرؤية ، وكذلك من حيث المظهر ، وإليك الفرق بين الانحراف والحول بالتفصيل
انحراف العين
انحراف العين أو الاستجماتيزم من الاضطرابات الشائعة التي تسبب عدم وضوح الرؤية ، وينتج عن وجود عدم انتظام في شكل القرنية ، أو عن انحناء العدسة إلى داخل العين ، مما يسبب عدم قدرة شبكية العين من التركيز الصحيح على الأشياء ، وبالتالي لا يستطيع الشخص أن يرى بوضوح ، مما يسبب شعور دائم بعدم الراحة ، بالإضافة إلى الصداع المزمن . [1]
ومن الشائع أن يكون الاستجماتيزم مصاحبًا لمشاكل أخرى في الرؤية مثل قصر أو طول النظر ، وهو ما يسبب خلل بانكسار الضوء وتشوش الرؤية ، وتتعدد أسباب الاستجماتيزم فمن الممكن أن ترجع إلى العوامل الوراثية ، أو تقدم العمر ، أو عيب خلقي أثناء الولادة .
اسباب انحراف العين
1- انحناء القرنية والعدسة عن الضوء .
2- عدم قدرة العين على تركيز أشعة الضوء على نقطة واحدة .
3- التعرض لإصابة في العين .
4- الخضوع لعملية جراحية .
وقد يصاب الشخص بانحراف العين بسبب حالة مرضية نادرة تسمى القرنية المخروطية ، وفيها تكون القرنية لها شكل مخروطي ، مما يسبب انحراف النظر بدرجة كبيرة ، وينتج عن ذلك ضعف شديد في الرؤية ، وقد يصل الأمر إلى إجراء عملية زرع قرنية لكي يستطيع الشخص أن يرى بوضوح .
اختبارات درجة انحراف النظر
1- اختبار حدة البصر
وفيه يطلب فيه الطبيب أن يقوم المريض بقراءة بعض الحروف الوجود على مسافات محددة ، لكي يستطيع معرفة حدة البصر لديك .
2- اختبار قياس القرنية
وفيه يقيس الطبيب مدى تقوس القرنية عن طريق تركيز الضوء على القرنية وقياس الانعكاس الذي يحدث ، مما يساعد على تحديد مقاس العدسات اللاصقة الملائم .
3- اختبار الانكسار
يستخدم فيه الطبيب مجموعة من العدسات لقياس مدى تركيز الضوء ، باستخدام أداة للإضاء يتم حملها باليد ، لتقييم قدرة العين على التركيز ، ثم يتم تحديد العدسات الأفضل لك ، والتي تتيح رؤية واضحة ومميزة .
وتساعد الاختبارات السابقة على توفير تقييم شامل عن حالة العين ، ودرجة انحراف النظر ، وما هي الوسيلة الأمثل التي يتطلبها الأمر لعلاج انحراف العين ، والتمكن من الرؤية بشكل جيد وواضح .
علاج انحراف النظر
تشخيص انحراف النظر يجب إجراء فحص بصري كامل ، ويوصي الطبيب بارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة لتصحيح الاستجماتيزم ، التي تتيح تغيير دخول الضوء إلى العيون.
ومن الممكن أيضًا علاج انحراف النظر عن طريق استخدام سلسلة من العدسات اللاصقة التي تم تصنيعها لعلاج انحناء القرنية ، أو استخدام الجراحة بالليزر ، والذي يقوم بالتخلص من بعد أنسجة العين .
حول العين
هو أحد مشكلات النظر التي يحدث فيها محاذاة للعين بطريقة خاطئة وتذهب في اتجاهات مختلفة ، حيث يكون أحد العينين في وضع مستقيم ، بينما تتحول العين الأخرى إلى الداخل أو الخارج أو إلى أعلى أو أسفل .
ويعد الحول من اضطرابات العين الشائعة التي تصيب الأطفال ، حيث كشفت دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية أن 4% من الأطفال يصابون بالحول سواء بمجرد ولادتهم ، أو بعد مرور بعد السنوات .
اسباب الحول
هناك 6 عضلات تتحكم في حركة العين ، الأولى تتحكم في حركة العين إلى اليمين ، والثانية تتحكم في حركتها إلى اليسار ، أما الـ 4 أعضاء الآخرين فهم مسئولين عن تحريك العين إلى الأعلى والأسفل وفي الزوايا المختلفة .
ولكي تتحرك العين وتركز على هدف واحد لابد أن تكون عضلات العين مركزة على هدف محدد ، وأن تعمل جميع العضلات بشكل متوازن ، بحيث يتم التنسيق بينهما مما يسبب الرؤية بوضوح ، والمتحكم الأساسي في هذه العضلات هو المخ .
ولكي يرى الإنسان بطريقة طبيعية يجب أن يكون لدى العينين تركيزًا واحدًا على نفس الهدف ، ثم تصل إشارة إلى المخ ، الذي بدوره الصورتين ضمن صورة واحدة ثلاثية الأبعاد ، والتي تخلق تصور عميق للأشياء .
وإذا كان هناك عين واحدة لديها محاذاة غير صحيحة ، يتم إرسال صورتين مختلفتين إلى المخ ، مما يجعل الشخص يرى الأشياء بصورة غير صحيحة ، وفي أغلب الأحيان يكون لدى الأشخاص البالغين المصابين بالحول رؤية مزدوجة لأن المخ قد تأقلم على تلقي صورًا من العينين ، ولا يمكنه تجاهل الصورة من العين المصابة بالحول .
ويشيع إصابة الأطفال بالحول إذا كانوا يعانون من الإصابة بأحد الاضطرابات التالية التي لها علاقة بالمخ ، وهي :
الشلل الدماغي .
متلازمة داون .
استسقاء الرأس .
أورام الدماغ .
علاج الحول
من الممكن علاج الحول إذا تم اكتشافه مبكرًا خلال السنوات الأولى من عمر الشخص ، ويكون ذلك عن طريق ترقيع العين ، أو تشويش العين السليمة لتقوية الرؤية في العين الأخرى .
أما في حالة عدم علاج الحول خلال المراحل العمرية الأولى ، فمن الممكن أن يصاب الشخص بالحول طوال العمر ، ولا يستطيع أن يرى بشكل واضح وصحيح ، لذا يجب أن يحرص الآباء على فحص نظر أولادهم خلال المراحل العمرية الأولى لكي يتم اكتشاف أي مشاكل بصرية يعانون منها ، وإخضاعهم للعلاج المناسب الذي يساعدهم على الرؤية بشكل سليم .
ومن الهام والضروري إجراء فحص كل عام للتأكد من عدم وجود مشاكل في النظر أو العين ، والاطمئنان على الحالة الطبيعية للجهاز البصري ، والحصول على العلاج المناسب لأي اضطراب قد تظهر الإصابة به ، لتفادي حدوث أي مضاعفات أو تطورات قد تؤدي إلى المعاناة من مرض دائم لا يمكن علاجه ، أو إضعاف النظر تدريجيًا .