تبين أن بعضا ممن أصيبوا من قبل بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" وتعافوا منه، قد أصيبوا به مرة أخرى بعد شفائهم، وذلك وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
وكانت الحكومة اليابانية قد أفادت مؤخرا بأن امرأة في مدينة أوساكا جاءت النتائج لتؤكد إصابتها بفيروس كورونا للمرة الثانية بعد أسابيع من تعافيها من العدوى وخروجها من أحد المستشفيات.
وبدت على المرأة اليابانية في أول الأمر أعراض إصابة خفيفة بفيروس كورونا وخضعت في أواخر يناير/كانون الثاني للفحص الطبي وجاءت النتيجة إيجابية. وخرجت من المستشفى في الأول من فبراير/شباط.
بيد أن فحصا جديدا خضعت له لاحقا عندما جاءت إلى المستشفى شاكية من التهاب في الحلق وألم في الظهر، أثبت أن الإصابة بفيروس كورونا عاودتها مرة أخرى.
وأثار تزامن هذه الحالة في اليابان مع حالات أخرى مماثلة في الصين بعض الأسئلة المربكة، بحسب الصحيفة الأميركية.
ويقول فلوريان كرامر عالم الفيروسات بمدرسة طب ماونت سيناي -إحدى الكليات لتدريس الطب في نيويورك- إن من غير المحتمل أن تتكرر الإصابة بالعدوى خلال فترة قصيرة، لكنه مع ذلك لا يستبعد تجددها مرة أخرى.
ويضيف أنه حتى في أخف حالات الإصابة فإن الشخص المتعافي سيتمتع بحصانة ضد الفيروس لفترة قصيرة من الزمن على الأقل.
معدلات منخفضة
ربما يظل المرضى الذين أصيبوا بالداء مرة أخرى حاملين لمعدلات منخفضة من الفيروس في دمائهم عند تسريحهم من المستشفى، ولم تنجح الفحوصات في اكتشافها.
وتوضح الصحيفة أنه حتى في حالات الإصابة مجددا بالعدوى، فإنها لا تحدث على ما يبدو لأعداد كبيرة من الناس بما يستدعي منحها أولوية في هذه المرحلة من تفشي المرض.
ويؤيد تقرير نُشر في مجلة "جاما" التي تصدرها الجمعية الطبية الأميركية الفكرة القائلة إن الفحوصات قد تثبت تجدد الإصابة بالفيروس بعد وقت طويل ممن بدا أنهم تعافوا منه.
وبعد فحص أربعة من الأطباء الذين كانوا معرضين للفيروس في مدينة ووهان الصينية -مهد داء كورونا- ظلت نتائج فحص المادة الوراثية الفيروسية لديهم إيجابية لمدة خمسة أيام إلى 13 يوما بعد خلوهم من الأعراض المرضية.
لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنهم ما زالوا قادرين على نقل العدوى لأناس آخرين، كما تقول صحيفة نيويورك تايمز في تقريرها.
لكن ما يدعو للقلق -برأي الصحيفة- احتمال أن يتبع فيروس كورونا ما يعرف بعدوى ثنائية الطور حيث يظل الفيروس كامنا فيتسبب في جملة من الأعراض المرضية تختلف عما لوحظ إبان نوبة الإصابة الأولى به.
ووفقا لبعض العلماء، فإن المصابين بفيروس كورونا المستجد يفرزون أجساما مناعية مضادة تمنحهم وقاية في المستقبل. وورد في تقرير عن حالة أحد المرضى أن المناعة من العدوى قد تدوم لسبعة أيام على أقل تقدير.
غير أن هذه النتيجة ليست مفاجئة ولا مطمئنة في الوقت نفسه، على حد تعبير نيويورك تايمز التي تعتقد أن مدة الوقاية أو المناعة من العدوى ستظل مسألة مهمة تتطلب الاهتمام عند تصنيع لقاح لفيروس كورونا المستجد، خاصة إذا أصبح الفيروس يشكل تهديدا موسميا مثل الإنفلونزا.
لا تطعيم
في شأن متصل، قال البروفيسور الألماني لوثر فيلر إنه لا يوجد حتى الآن تطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، غير أنه ينبغي تلقي بعض التطعيمات الاحترازية على سبيل الوقاية، خاصة التي تحمي من أمراض الرئة، مثل التطعيمات ضد الإنفلونزا العادية والسعال الديكي والمكورات الرئوية.
وأضاف مدير معهد روبرت كوخ الألماني أن هذه التطعيمات الاحترازية تمثل أهمية كبرى لبعض الفئات بصفة خاصة، مثل الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وذلك بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم.
وإلى جانب التطعيمات الاحترازية ينبغي أيضا الالتزام بالاشتراطات الصحية، حيث ينبغي غسل اليدين بالصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية بشكل منتظم، مع مراعاة تنظيف الفراغات بين الأصابع وظهر اليد أيضا.
كما ينبغي تجنب المصافحة باليد قدر المستطاع والابتعاد عن الأشخاص الذين يعانون من السعال والعطس، لأن الجراثيم تنتقل عبر الرذاذ.
ويجب استشارة الطبيب في حال الاشتباه في الإصابة بفيروس كورونا، الذي تتمثل أعراضه في السعال الجاف وضيق التنفس والرشح والحمى والإعياء الشديد.
المصدر : نيويورك تايمز,الألمانية