حليب الأم هو الحليب البشري، الذي ينتج في ثدي الأم بمجرد أن تصبح حاملاً، وحليب ثدي الأم هو الغذاء الرئيس والوحيد للطفل الرضيع حتى عمر الأربعة شهور، حيث إن معدة الطفل في هذا العمر تستطيع هضم مواد حليب الأم فقط، لذا فحليب الأم هو أحد مظاهر رحمة الله في الطفل الرضيع، وتجدر الإشارة إلى أن رضاعة الطفل تستمر لعمر السنتين، قال الله تعالى: وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ (البقرة:233 ) .
ويتمّ إنتاج حليب الام في منظومة متكاملة من الخطوات داخل جسم الأم، كما يطلق على أول رضعة يرضعها الطفل باللبأ، ويمتاز بغناه بالبروتين قليل الدسم، وقوامه الكريمي، كما أنه غني بمناعة الغلوبيولين، وهذه المادة مهمة في مكافحة الجسام المسببة للأمراض في جسم الطفل، والحليب الفعلي ينتج بعد الولادة بثلاث أيام، فبعد هذه المدة يكون هرمون البرولكتين قد أفرز بالمستوى المطلوب في الدم.
خطوات إنتاج حليب الأم في الجزء الثاني من الحمل
1- يتضخم الثدي وقنوات الحليب، وذلك بسبب هرمون البرولكتين، وهذا الهرمون يفرز من الغدة النخامية، ولكن نسبة هذا الهرمون تكون قليلة لذلك تجد الأم بعض قطرات الحليب في فترة الحمل.
2- عندما تخرج المشيمة من جسم الأم، ينخفض مستوى هرمونيْ البروجيستيرون والأستروجين، في جسم الأم وبالتالي تنشط الغدة النخامية في إفراز هرمون البرولكتين، وبالتالي يزداد بشكل كبير مستوى إنتاج الحليب في ثدي الأم، وتجدر الإشارة إلى أن هرمونيْ البروجيستيرون والأستروجين، يقللان ويحدّان من كمية هرمون البرولكتين المفرز من الغدة النخامية.
3- الحويصلات الهوائية، تتكون من أكياس متكلة، وشكلها يشبه لحد كبير شكل قطف العنب، وتعتبر المصنع المنتج للحليب، وهذه الحويصلات محاطة بمجموعة من العضلات ذات الحجم الصغير، وهذه العضلات تعمل على دفع الحليب خارج الحويصلات، إلى القنوات الصغير الموجودة بينها، وهذه العملية تتم فقط عند الضغط على هذه العضلات، وتجدر الإشارة إلى أن هذه العضلات يزداد حجمها، في فترة الحمل.
4- ينتقل الحليب من الحويصلات إلى القنوات الرئيسة الناقلة للحليب من خلال القنوات الصغيرة.
5- قنوات الحليب الرئيسة، هي القنوات التي تقوم بنقل الحليب من الحويصلات إلى رأس الحلمة، وهذه القنوات موجودة على شكل شبكة متداخلة ومعقدة داخل الثدي، ولكنها جميعاً ترتبط عند رأس الحلمة، ويوجد في كل ثدي ما يقارب التسع قنوات رئيسة، وهذه القنوات تكبر ويزداد حجمها في فترة الحمل.
6- يأخذ الطفل الحليب الواصل إلى رأس الحلمة عن طريق مصه لها، وبهذه الخطوة يرسل الطفل سلات عصبية للغدة النخامية لإفراز كميات أخرى من هرمون البرولكتين، ويحفز الحويصلات على إخراج الحليب المتواجد بداخلهنّ.
فوائد حليب الأم للرضيع
1- يزوّد الطفل بالجهاز المناعي ، ويمكّنه من مواجهة الأمراض المختلفة. إن الدراسات التي أجريت في العقدين الماضيين (من بينها Dewey & Heinig من سنة 1995، وBeaudry, Dufou & Marcoux في نفس السنة) توفر أدلة قوية مفادها أن حليب الأم يقلل من خطر الإسهال لدى الطفل، بالإضافة الى الالتهابات في جهاز التنفس السفلي، التهاب الأذن الوسطى، التهاب في المسالك البولية، الموت السريري، السكري الذي يعتمد على الانسولين، مرض كرون، التهاب القولون التقرحي، سرطان الغدد الليمفاوية، أمراض الحساسية وغيرها من أمراض الجهاز الهضمي المزمنة. كما تؤثر الرضاعة أيضا على التطور المعرفي السليم لدى الطفل.
2- يحتوي حليب الأمّ على العديد من العناصر الغذائية التي تفيد الرضيع وتقوِّي بنيته وتدعم صحته، سنستعرض معاً هذه العناصر وقيمها وفق التالي:
• البروتينات
يحتوي حليب الأم على نمطين من البروتينات بشكل أساسيّ: بروتينات الزّلال (Whey Protein) بنسبة 60% وبروتين الكازئين (Casein) بنسبة 40%، يمثّل تواجد هذين البروتينين وفق النسب السابقة فائدة كبرى للسبيل الهضميّ عند الطفل الرضيع نظراً لكونهما يسهِّلان هضم حليب الأمّ وامتصاصه دون أي آثار جانبيّة أو أعراض هضمية تزعج الرضيع (كالمغص مثلاً)، إلى جانب الدور المهمّ الذي يلعبه بروتين الزلال في حماية الطفل الرضيع من الإنتانات المختلفة.
يضاف للبروتينين السابقين أيضاً ما يلي: اللاكتوفيرين (Lactoferrin) الذي يقي الرضيع من تكاثر العوامل الممرضة المعتمدة على الحديد في نموّها، الليزوزومات (Lyzozomes) التي تدعم نموّ الجراثيم المفيدة داخل السبيل الهضمي للطفل الرضيع وتحميه من نموّ جرثومتي (E.coli) والسالمونيلا (Salmonella)، يضاف لهما أيضاً العامل المشقوق (Bifidus Factor) الذي يدعم نموّ جرثومة اللبنية المشقوقة (Lactobacillus Bifidus) في السبيل الهضمي عند الرضيع، والتي نعتبرها بمثابة جرثومة مفيدة تؤمن وسطاً حامضياً داخل السبيل الهضمي فتعيق بذلك نموّ عوامل ممرضة أخرى وتكاثرها ضمنه.
• الدّسم
يحتوي حليب الأمّ على الأحماض الدسمة طويلة السلسلة (Long Chain Fatty Acids) التي تمثّل مصدر الطاقة الأساسيّ والمهمّ لمختلف العمليات الحيوية التي تجري في جسم الرضيع، كما أنها تدعم نموّ الجهاز العصبيّ المركزيّ لديه وتطوّره.
• السّكريات
يؤمن سكر اللاكتوز الذي يحويه حليب الأم ما يعادل 40% من مجمل الطاقة التي يحصل عليها الطفل الرضيع من الغذاء، ليس هذا وحسب، بل يؤمن سكر اللاكتوز حمايةً للرضيع تجاه العوامل الممرضة التي قد تنمو داخل سبيله الهضميّ عبر دعمه لنشاط ووظيفة الجراثيم المفيدة الموجودة ضمن هذا السبيل أيضاً، ويتحسن بفضله امتصاص الكالسيوم والفوسفور والمغنيزوم التي تمثل معادن مهمة جداً لنموّ الهيكل العظميّ وتقويته عند الرضيع.
•الفيتامينات
بالنسبة للفيتامينات التي يحصل عليها الرضيع من حليب الأمّ فإن كميتها تتفاوت تبعاً لما تناله هذه الأمّ يومياً من الفيتامينات عبر غذائها، ونشير بدورنا إلى ضرورة تنوّع المصادر الغذائية التي تكوّن النظام الغذائيّ للأمّ؛ كي تنال بالمقابل أهم الفيتامينات التي تمرّ عبر حليبها إلى جسد طفلها الرضيع، وهي : فيتامين A و D و E و K (المنحلَّة بالدسم)، إلى جانب مجموعة فيتامين B كاملة وفيتامين C أيضاً.
• الغلوبيولينات المناعيّة
لا تمثّل هذه المركبات بحدّ ذاتها عنصراً غذائياً، وإذا أردنا تصنيفها وفقاً للمواد الداخلة في تركيبها فهي تتركب بشكل أساسيّ من البروتينات، إلا أننا وضعناها بشكل مستقلّ كونها تلعب دوراً مهماً في دعم جهاز المناعة لدى الرضيع وتهيئته كي يهاجم مختلف العوامل الممرضة، التي يمكن لجسد الرضيع أن يتعرض لها خلال مراحل نموّه ويقضي عليها. ولعلّ أهمّ الغلوبيولينات التي تمرّ من جسد الأم إلى طفلها عبر الحليب نذكر: الغلوبيولين المناعيّ (Ig A).
ختاماً .. بعد أن تعرَّفنا على الفوائد الغذائية والمناعية المهمّة التي يقدمها حليب الأم للمولود الجديد نستطيع بسهولة أن نستنتج أهمية التوصيات التي تناشد بها منظمة الصحة العالمية (WHO) حول ضرورة استمرار الرضاعة الطبيعيّة حتى الشهر السادس على الأقل من عمر الطفل، وتبدو الفوائد أعظم بكثير على جسد الطفل ونموّه إن استمرت عملية الإرضاع حتى السنة الأولى.
فوائد الرضاعة للام
صحي للأم: تشير الأبحاث إلى أن الرضاعة تزيد من إنتاج هرمون الأوكسيتوسين، ونتيجة لذلك تخفف من نزيف ما بعد الولادة، وتساعد على تقليص أسرع للرحم وعودة الأم بشكل أسرع لوزنها قبل الولادة. والرضاعة تحمي من هشاشة العظام، وتقلل من شيوع الإصابة بسرطان المبيض وسرطان الثدي.
وهنا حقيقة أخرى: لا تسير الأمور دائما بشكل سلس
من المهم أيضا معرفة ذلك مسبقا. إن الرضاعة، رغم وجود مجموعة كبيرة من الفوائد المثبتة، يمكن أن تشكل تحدّيا في البداية. فهي تبدو طبيعية تماما، ولكنها أيضا مهارة ينبغي اكتسابها: أنت وكذلك الطفل.
مشكلات تواجهها الاول أثناء الرضاعة الطبيعية
سنستعرض في هذا الموضوع بعض الصعوبات والمشكلات التي تواجهينها في بداية مرحلة الرضاعة، وكيف يمكن التغلب عليها ومواجهتها؟
1- تشقق والتهاب الحلمات:
من أكبر المشكلات التي تواجهها غالبية اﻷمهات في اﻷيام اﻷولى للرضاعة، في حين أنه في الحالات الطبيعية لا يجب أن تواجه اﻷم مثل هذه المشكلة إذا كانت ترضع صغيرها بشكل صحيح وبوضعية صحيحة، ولكن أحيانًا يحدث في البدايات بسبب قلة الخبرة.
كيف تواجهين هذه المشكلة؟
الحل هو أن تجدي لصغيرك الوضعية الصحيحة للرضاعة، ولا تيأسي حتى تجدي الوضع الذي يريحه ويريحك أيضًا. لا تؤجلي الرضاعة بسبب ألمك، ولكن ابحثي عن حل سريع ﻷن تأجيل الرضاعة فترة سيزيد من ألم الحلمات وليس العكس، استشيري طبيبك في كريمات خاصة للتشققات، وجرّبي نصائح مختلفة بعيدًا عن تأجيل الرضاعة.
حافظي على رطوبة الحلمات باستمرار، فمثلًا بعد كل رضعة استخدمي نقطتين من حليب الثدي، ودلكي الحلمة به فهذا مرطب طبيعي وفعّال، أو استخدمي كريمات مرطبة تحت إشراف الطبيب ولا تنسي مسح الحلمة جيدًا قبل الرضعة التالية، وبالطبع تأكدي أن تكون حمالات الصدر من القطن 100% وابتعدي عن الملابس وحمالات الصدر الضيقة.
إذا كنت ترتدين وسادات الثدي (Breast pads)، احرصي على تغييرها باستمرار ولا تهمليها لفترة طويلة.
نقص إنتاج الحليب في الثدي: بعض اﻷمهات يعيشن في قلق وتساؤل مستمر "هل يشبع طفلي؟ وهل أمدّه بالكمية الكافية من الحليب؟"، وليس هناك طريقة للتأكد من ذلك إلا من خلال متابعة الطبيب باستمرار للاطمئنان على وزن الطفل ومراحل نموه، ومع ذلك هذه بعض النقاط التي تكون سببًا في أن يحصل طفلك على كفايته من الحليب في حالة عدم وجود مشكلة أقرّها الطبيب
اتخذي وضعًا مريحًا للرضاعة لكِ ولطفلك. لا ترضعي صغيرك من ثدي واحد ففي الرضعة الواحدة، بدّلي بين الثديين.
ابتعدي عن إعطاء طفلك اللبن الصناعي أو أي بديل آخر، وخاصةً خلال الستة أشهر اﻷولى من عمره، فكثير من اﻷطفال يرفضون الرضاعة الطبيعية في هذه الحالة.
التغذية الجيدة تؤثر على الحليب، فاهتمي باﻷغذية المفيدة، مثل: الفاكهة والخضروات ومنتجات اﻷلبان. إذا كان لديكِ شعور بعد هذه الخطوات بأن طفلك ما زال جائعًا لا بُد من زيارة الطبيب، للتأكد من صحتك وصحة الرضيع والحصول على النصيحة المناسبة.
زيادة إنتاج الحليب في الثدي: على عكس النقطة السابقة، فبعض اﻷمهات يعانين من فرط إنتاج الحليب في أثدائهن، وهذه بالطبع مشكلة مزعجة وغير مريحة. من الممكن أن تتغلبي على هذه المشكلة باتباع الآتي:
1- استخدمي ثديًا واحدًا خلال كل رضعة حتى يفرغ تمامًا من الحليب، عندها استخدمي الثدي الآخر في الرضعة التالية وهكذا. 2- استخدمي المضخات الخارجية لتفريغ بعض من حليب الثدي، إذا امتلأ عن آخره قبل الرضاعة بوقت طويل
3- ارضعي طفلك قبل وصوله إلى مرحلة الجوع الشديد. تدفق الحليب بقوة من الثدي: وهذه المشكلة تكون نتيجة طبيعية لإنتاج الحليب بشكل أكبر من اللازم، ومن الممكن أن تضر طفلك عند الرضاعة. كيف يمكن التعامل معها؟
4- اضغطي بأصابعك ضغطة خفيفة على الثدي في أثناء الرضاعة، للحد من قوة اندفاع الحليب. إذا تعرض طفلك خلال الرضاعة إلى شرقة أو اختناق، ابعديه بسرعة عن ثديك، وامسحي ما يوجد في فمه بمنشفة قطنية وغيري وضعيته في الحال.
5- أزيلي الحلمة من فم صغيرك كل فترة صغيرة خلال الرضاعة، منعًا لحدوث تدفق غزير للحليب.
6- استخدمي أوضاع رضاعة تقلل من قوة الجاذبية أي لا يكون الثدي متجهًا بشكل مباشر نحو اﻷرض.
2- احتقان الثدي:
عندما يمتلئ الثديان بالحليب بشكل زائد، من الممكن أن يتسبب ذلك في حدوث احتقان، فتشعري بأن ثديك صلب ومجرد لمسه يؤلمك بشدة، وينتج عن هذا الاحتقان أعراض أخرى، منها: "السخونية، تورم الثدي، تسطُّح الحلمة". لذا يجب التغلب على هذه المشكلة بسرعة، تجنبًا لحدوث انسداد في قنوات إنتاج الحليب،
اليك بعض الحلول السريعة التي من الممكن اتباعها في حالة احتقان الثدي:
1- امنحي طفلك الوقت الكامل للرضاعة من اللحظة اﻷولى بعد الولادة، ولا تستسلمي بسهولة، وساعديه بالأوضاع المناسبة ليتمكن من الإمساك بالحلمة بشكل سليم.
2- عند الشعور بامتلاء أحد ثدييك يجب عليكِ إفراغه، إما عن طريق إرضاع طفلك أو شفط الحليب بطرق الشفط المختلفة.
3- تجنبي ارتداء الملابس وحمالات الصدر الضيقة.
3- التهابات الثدي:
إذا كنتِ تشعرين بهذه اﻷعراض "غثيان، قيء، تدفق بعض النقاط المائلة للصفرة من الثدي، سخونة في الثدي وحدوث ألم عند لمسه"، من المحتمل وجود التهاب في ثدييك.
هناك بعض الحلول السريعة للتغلب على المشكلة، ومنها:
1- أرضعي صغيرك من الثدي المتألم كل ساعتين، ولا تتركيه يمتلئ عن آخره حتى لا يتضاعف اﻷلم.
2- اعملي مساج للثدي المتألم، حركي أصابعك بشكل دائري ودلكي في اتجاه الحلمة.
3- أعطي لنفسك مساحة أكثر للراحة، فمن أسباب حدوث التهابات الثدي الضغط الزائد على اﻷم.
4- إذا استمر اﻷلم أكثر من 24 ساعة أو لاحظتِ نزول نقاط دم مع الحليب، يجب زيارة الطبيب المختص وعلاج المشكلة في أسرع وقت.
4- الإصابة بالفطريات:
أحد أعراض الإصابة بالفطريات، وهي وجود بقع بيضاء في فم الطفل ولا تختفي بعد المسح الخفيف، عندها يجب استشارة الطبيب، وإذا ثبت إصابة اﻷم أو الطفل بالفطريات، يجب سرعة العلاج ﻷنها تنتقل بسهولة من اﻷم للطفل أو العكس.
بالإضافة إلى العلاج الدوائي يمكنك تجنب المشكلة باتباع خطوات بسيطة:
1- قللي من تناول السكريات في غذائك.
2- غيّري باستمرار وسادات الثدي ولا تهمليها لفترة طويلة.
3- غسيل الملابس الداخلية بماء ساخن لقتل أي فطريات موجودة بها.
4- اغسلي يديك دائمًا قبل الرضاعة، وامسحي على ثدييك بقطنة مبللة بماء فاتر.
5- الحلمات المسطّحة:
تعاني بعض الأمهات في الأيام اﻷولى للرضاعة من تسطح الحلمة، فلا يستطيع الطفل إمساك الحلمة جيدًا. من البداية وفي أثناء شهور الحمل، يجب عليكِ عمل مساج دائم للحلمة استعدادًا للرضاعة،
أما في حالة وقوع المشكلة، فهذه بعض الحلول نقدمها لكِ:
1- قبل الرضاعة، دلّكي الحلمة لمدة 30 ثانية، واستخدمي حيلة جداتنا (الفوطة الباردة)، ضعي فوطة مبللة دائمًا في الثلاجة، وبعد أن تدلكي الحلمة امسحي عليها بالفوطة بلطف حتى تمنعيها من الرجوع مرة أخرى، ثم ضعي الحلمة في فم طفلك بشكل مناسب لالتقاطها.
2- يمكن استخدام جهاز شفط الحليب لمدة قصيرة، قبل البدء في الرضاعة فهذا يساعد على بروز الحلمة. ولا بُد أيضًا من استشارة أخصائية رضاعة عن وضعك إذا واجهتِ مشكلات بشكل أكبر.
هذه بعض المشكلات التي من الممكن أن تواجهها اﻷمهات المرضعات، خاصةً في بداية التعامل مع الرضاعة الطبيعية، النصيحة اﻷهم واﻷخيرة، لا تيأسي أو تستسلمي بسهولة، فحليب اﻷم الطبيعي هو اﻷفضل دائمًا، خاصة خلال الستة أشهر اﻷولى في عمر الطفل.
في بعض الأحيان يكون الأمر مؤلمًا، وأحيانا يبدو أنه لا يسير كما يجب، وفي بعض الأحيان بحاجة الى مساعدة. وأحيانا تفزع الأم وتعتقد بأنه ليس لديها حليب: أصلا، خلافا للرضاعة من القنينة، فإنه لا يمكن قياس كمية الحليب ولا تستطيعين أن تري فيما إذا انخفض مستواه.
عزيزتي الام لا توجد امرأة والدة ليس لديها حليب. إنتاج الحليب يعتمد على الحوافز التي توفرها الرضاعة. فمن هذه الناحية يمكنك الاطمئنان، والتركيز في تعلم الطريقة. يمكن وينصح بتعلم ذلك حتى قبل الولادة: فالدورات الجيدة للاستعداد للولادة دائما تكرس لقاء أو اثنين لهذه المسألة، يتم تقديم نماذج لوضعيات مقترحة ويتم الشرح عبر شفتي ولسان الطفل على الحلمة. في أقسام الولادة في المستشفيات هنالك مستشارات رضاعة وممرضات لديهن الخبرة والمهارة، وهناك أيضا مستشارات رضاعة خصوصيات يمكن دعوتهن الى المنزل بعد الخروج من المستشفى. فالمساعدة والدعم الأولي قد تمنع العديد من المشكلات الشائعة التي سبق وذكرناها لكي
وربما يكون هذا ما سيشغلك وطفلك في الأيام الأولى من الولادة بعد عودتك من المستشفى الى البيت، ولذلك فنحن ننصحك بأن تحيطي نفسك بجوّ من التشجيع والقبول والتفهم: الزوج أو الأهل الذين يشجعون ويدعمون ويمنحونك الهدوء والدفء اللذين تحتاجينهما أنت وطفلك من أجل هذا التعلم المشترك.